|
إن مدينة مكة المكرمة وخاصةً في موسم الحج تعتبر نموذج مثالي للمدن التي تعاني من الاكتظاظ فهي واحدة من تلك المدن صغيرة المساحة والتي تستقبل سنويًا ملايين الحجاج والمعتمرين وبالتالي تواجه سنويًا تحدي كبير سواء أمام السلطات أو المخططين المعنيين في وضع خطط أمنة لحركة الحجاج والسيارات ووسائل النقل الجماعي خلال فترة الحج وبالتالي لابد من اتخاذ الخطوات الجادة والسريعة التي ستساهم فعليًا قي تطورها وزرع التقنية في أنحائها لنساعد في تحولها إلى مدينة رقمية وذلك باعتبارها واجهة المملكة العربية السعودية على العالم وعاصمة العالم الإسلامي بالإضافة إلى أنها تستقبل عددًا كبيرًا من الزائرين على مدار السنة والذي يصل إلى ثلاث ملايين زائر خلال موسم الحج من جنسيات وثقافات ولغات مختلفة.
حيث توجهت السلطات للمشاريع الضخمة في البناء والتشيد وذلك لمحاولة استيعاب أكبر عدد من الزائرين سواء في مركز المدينة "حول الحرم المكي " أو في مناطق المشاعر المقدسة " منى " بالاضافة إلى كثير من الأبحاث والمشاريع التقنية التي تخدم المدينة وتركز على مساعدة السلطات والمسؤولين في عملية الإدارة لهذا العدد الهائل من الزائرين. كما أن السلطات تجنيد سنويصا أعداد هائلة من ( الشرطة , المطوفين, الكشافة ...) لتوجيه الحجاج. لكن رغم ذلك لا يزال الحاج لا يملك وسيلة تحكم بنفسه تساعده في التوجه والتحرك بحرية وبثقة وبشعور آمن أثناء أداء فريضة في المشاعر المقدسة بالتالي كان لابد من التركيز على نفس العنصر البشري الزائر (الحاج) لإيصال المعلومة له بشكل سهل وسريع لحظة احتياجه لها.
وبما أن الأزمات التي كانت تحدث بسبب لزوم القيام بنفس المنسك في نفس الوقت وبنفس المكان الصغير وهو العائق أمام حلول تنظيمية بشرية وبالتالي لابد من إيجاد حل يستغل التكنولوجيات القائمة والتقنيات الناشئة التي يمكن استخدامها بشكل مباشر وفوري وبالتعاون مع السلطات المحلية ومقدمي خدمات شبكات للهاتف المحمول باعتباره من الأجهزة التي أصبحت الآن متاحة لمعظم الحجاج وبأعلى التقنيات. خاصةً أنه قد تم تجهيز الجيل الجديد من الهواتف النقالة مع أجهزة الاستشعار والكاميرات، وقدرات لتحديد المواقع، والمزيد من قوة المعالجة بالإضافة إلى شاشات بمقاسات كبيرة قادرة على عرض الصور، والخرائط ، أو أشرطة الفيديو ، مما يتيح تحسين كبير في تصفح الإنترنت وإظهار معلومات أكثر وإيصالها للحاج مباشرة.
وفي محاولة للمساعدة في إيجاد حل – مع العلم أن الموضوع يحتاج إلى عدة حلول مترابطة - لإيصال المعلومة للحاج نفسه في الوقت التي يحتاجها فيه تم تطوير نموذج تجريبي أولي لنظام على الجوالات يساعد الحجاج ويبث لهم المعلومة في وقت احتياجها.
ونستطيع القول بأن النظرية البحثية التي تم وضعها وإثباتها في هذه الدراسة هي : إن استخدام التطبيق المقترح (MMobile Pilgrim Assistant-MPA) على هواتف النقالة للحجاج سوف يوصل لهم المعلومات التي يحتاجونها في الوقت المناسب والذي من الممكن أن يساعد في عملية التحكم في تحركهم والتخفيف من ضياعهم أثناء الاكتظاظ.
ونستطيع تلخيص الهدف من إجراء هذه الدراسة من خلال الاجابة على السؤال التالي:
هل من الممكن إيجاد وسيلة أو بناء نموذج سهل الاستخدام يوضع على جوالات الحجاج ليخدمهم ويوصل المعلومة المطلوبة لهم في الوقت المناسب ولحظة احتياجها؟
وبطريقة أخرى يمكن القول أن الغرض من هذه الرسالة هو اقتراح حل لمساعدة الحاج من خلال هاتفه النقال والذي لا يتطلب زيادة في الأبنية أو توسعات في المدينة.
|